المعطي منجب، محلل سياسي ومؤرّخ مغربي.
اختلفت ردود فعل إسلاميي المغرب اتجاه وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي حسب بعدهم أو قربهم من النظام.
كان رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية (البيجيدي) سعد الدين العثماني الأكثر تحفظا حيث لم يبادر الى أي رد فعل بل بدا محرجا لما سأله الصحفيون حول وفاة مرسي فقال بسرعة دون أن يذكر اسم الرئيس السابق،"رحمه الله ورحم جميع موتانا."
كذلك انتظرت قيادة البيجيدي طويلا قبل ان تعزي في وفاة مرسي. إن الحرج والتحفظ والتأخر وعدم انتقاد النظام المصري من لدن القياديين خصوصا المتواجدين بالحكومة،
يشير الي تخوفهم من إثارة حساسية النظام المصري وبعض الأنظمة الخليجية تجاه كل مايتعلق بالإخوان المسلمين وتهديدهم الضمني الدائم بتغيير موقفهم من قضية الصحراء في حالة ماإذا عبرت الرباط عن موقف معاد.
لكن رد فعل قياديي البيجيدي الباهت سوف يضيف ولاشك الى غضب الشباب وبعدهم المتزايد عن قيادتهم.
أما الإسلاميون البعيدون عن السلطة كالعدل والإحسان فقد أدانوا بشدة المتسببين في وفاة الرئيس المصري السابق. نشر الفقيه أحمد الريسوني وهو رئيس سابق لحركة التوحيد والإصلاح، تصريحا ذا طابع سياسي قوي:"منذ ست سنين وهم يقتلونه جزءا جزءا. منذ ست سنين، تُشكِّل حالة الدكتور محمد مرسي وصمة عار على جبين مصر بكل مكوناتها، باستثناء عصابة الغدر الحاكمة في مصر، فهؤلاء الخونة القتلة لم يبق لها جبين ولا مكان توضع عليه وصمة عار جديدة، بل هم عار على العرب والمسلمين والبشرية." لم يكتفي الريسوني بإدانة نظام السيسي بل أفصح عن غضبه الشديد تجاه الأنظمة الخليجية التي تسانده منذ انقلاب ٢٠١٣.
ترجع أهمية التصريح إلى كون الريسوني إسلامي معتدل، أولا، كما كان قد عبر، ثانيا، عن معارضته لترشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية المصرية لسنة ٢٠١٢ والتي خرج مرسي فائزا فيها.
أما على الصعيد الشعبي، فقد شارك إسلاميون ويساريون في رفع شعارات مناهضة لنظام السيسي وناعية لمحمد مرسي أثناء المسيرة التي نُظمت بالرباط يوم الأحد ٢٣ يونيو ضد مبادرة إدارة ترامب لعقد ورشة البحرين. ونظم عدد كبير من المتظاهرين الذين ينتمون الى جماعة العدل والإحسان، أثناء المسيرة صلاة الغائب على روح محمد مرسي.