إليونورا أردماغني زميلة باحثة مشاركة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية.
استغلت الحكومات الخليجية علناً وفاة محمد مرسي لدعم استراتيجياتها وتعزيز مواقفها من الإسلام السياسي.
فقد أعاد أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، تأكيد موقفه المؤيّد للإخوان وسارع إلى التعزية برحيل مرسي في تغريدة عبر تويتر. ووصف العالِم الديني المصري يوسف القرضاوي المقيم في الدوحة، مرسي بأنه "شهيد". وهكذا نعته أيضاً النائب الكويتي أسامة الشاهين من الحركة الدستورية الإسلامية (حدس، أي الإخوان في الكويت) التي تشغل راهناً ثلاثة مقاعد في مجلس الأمة.
وفي المقلب الآخر من الانقسام، استخدمت السلطات ووسائل الإعلام الإماراتية وفاة مرسي لإعادة إرساء توازن بين التهديدات الداخلية والخارجية. وقد جدّدت الحكومة الإماراتية زعمها، من خلال وسائل إعلامية عدة، أن الإخوان تنظيم متطرف يروّج التشدد والفتنة. ونشرت القنوات التلفزيونية الإماراتية ووكالة الأنباء التابعة للدولة مقابلة مع عضو سابق في تنظيم الإخوان الإماراتي (حزب الإصلاح)، دخل السجن ثم خرج بعفو من الرئيس الإماراتي. وقد صرّح أنه "وجد بلده الحقيقي" بعد مغادرته تنظيم الإخوان الذي يزعم أنه يواجه "موجة من الانشقاقات".
يُعتبَر احتواء الإخوان بعداً مهماً في الانخراط الإماراتي في اليمن. فالخطاب الذي تقوده أبو ظبي يعكس الدعم المستمر الذي تُقدّمه الحكومة للمواجهة الكلامية والعسكرية بين الميليشيات اليمنية المدعومة من الإمارات والمجموعات المصطفة إلى جانب الإصلاح التي تدعم الحكومة المعترف بها دولياً في حضرموت وشبوة. وقد هدّدت مجموعات مدعومة من الإمارات مراراً وتكراراً بالسيطرة على المناطق الغنية بالنفط في وادي حضرموت وشبوة، وهي مناطق لا تزال تخضع لسيطرة القوات المرتبطة بالإصلاح. وتنتشر مجموعات يمنية نافذة ومدعومة من الإمارات في المناطق الساحلية في حضرموت وشبوة.
يسلك التحالف الإقليمي القوي بين السعودية والإمارات مساراً تصادمياً في اليمن، ولا سيما بسبب الإخوان. فالرياض لا تزال تدعم الرئيس هادي الذي يحظى بصورة أساسية بالدعم من قوات الإصلاح. لقد ساهم وجود جنود إماراتيين على الأراضي اليمنية في الحد من الصدامات حتى تاريخه، إنما من شأن خفض عديد القوات الإماراتية الذي بدأ تنفيذه وفقاً للتقارير، أن يُشعل الخصومات بين الأفرقاء المحليين، ولا سيما في المناطق التي تنقسم السيطرة عليها بين الانفصاليين السلفيين الموالين للإمارات والميليشيات الداعمة للإصلاح، مثل عدن وتعز.